dimanche 4 novembre 2012

شعري أنا

خبأت شِعري ، ما عدت أرثيه
ما عدت أخشى إلا على معانيه
أخشى عليه مسامع تؤذيه
أخشى نوايا تفقده ما تنويه.
شعري أنا ألم كنت أعانيه
شعري ،
أغنية تشدو بما في صدري، تبكيه ،
ما كتبت لجرح غير جرحي تداويه ،
شعري، 
قلب يحل على قلبي يواسيه ،
يخر مطرا على عطشه فيسقيه.
فكفى تلفيقا لمعاني تدميه ،
و كفى تزويرا لكل ما فيه ،
و كفى تدنيسا لصدقه يبديه ، 
أو بحثا عن سر دفين  يخفيه .

                    خديجة غزلان   



lundi 30 juillet 2012

قصة شاب




عندما تشرق الشمس في كل العالم و يظل الظلام حالكا في داخلك فتحس بأن الهواء   قد امتنع عن الدخول إلى رئتيك و أن قلبك قد يخونك في أية لحظة ويفاجئك بتوقفه.هكذا كان احساس هذا الشاب العربي عندما استيقظ في الصباح الباكر ليستعد ليوم كباقي الأيام  
.العادية

استيقظ ليجد والدته قد أعدت وجبة الفطور ، فقبَّل يدها بحب كبير و جلس على الأرض إلى جانب شقيقته
و بدأ يتأمل
أمَّه بعينيه الصغيرتان اللتان أرهقهما سهر الليالي .لأول مرة يمعن النظر في وجهها و يدقق في  ملامحها،لأول مرة تثير انتباهه تلك التجاعيد التي خلفها الزمن دليلا على سنوات من الكفاح.فتلك المرأة القوية الواقفة أمامه تحملت من الأعاصير و الزوابع ما تعجز الطبيعة على تحمله.فبعد فقدانها لزوجها في أولى سنوات زواجهما ، أصبح كل ما تمتلكه في هذا العالم ولدان و فتاة ، ليسلب منها الموت مرة أخرى أحد فلذات كبدها بنفس الطريقة التي سلب بها منها زوجها،اشتباكات مع العدو، كلفتها اثنان من أعز الأرواح.و هاهي الان
 لا زلت تعيش بذكراهما و  بذكرى أشخاص اخرين فارقتهم منذ فترة طويلة
 لاحظت الأم نظرات ابنها و ابتسمت ابتسامة خفيفة أيقظت الإبن من بحر الذكريات الذي كان يسبح فيه.فجأة أحس بنسيم عليل يتسرب إلى قلبه ، كيف لا وهو ينظر إلى ابتسامة إنسانة غرست فيه المبائ و القيم قبل أن تمنحه الحياة ، إنسانة أفلحت في خلق تلك المعزوفة  
.في أعماقه،تلك المعزوفة التي يمتزج فيها الصمود و العزيمة و الإصرار بحب أبدي لوطن محتل

لعل والدته ليست الوحيدة التي نجحت في تحقيق تلك المعادلة الصعبة،لكنها واحدة من الأمهات الفاضلات اللواتي أنتجن لذلك الوطن  
. شعبا لا يمل و لا يضعف

نهض الشاب و قبَّل رأس والدته بعد أن شكرها على الفطور و همَّ خارجا لإصطحاب شقيقته إلى مدرستها. و أمام باب بيتهم شاهد أحد جنود العدو يكلم فتاة عربية ،توقف برهة ليتحقق الأمر،فإذا بصوت الفتاة يعلووإذا بيد الجندي تمتد إلى الفتاة بصفعة قوية دفعت الشاب إلى التدخل لإيقاف هذه المهزلة.حاول الشاب في البداية أن يتدخل بهدوء لكن معاملة الجندي العنيفة دفعت به إلى استخدام العنف،فإذا بالخلاف يشتد وإذا بدورية من دوريات العدو تحضر، بعد أن إستعان بها ذلك الجندي الجبان، الذي لم يقوى على مجابهة الشاب.نزل أحد الجنود من السيارة خلسة  ، صوب سلاحه نحو ظهر الشاب ، فهو لا يستطيع الوقوف أمامه،لأنه ببساطة أحقر من أن ينال شرف  
.المواجهة
 .فإذا بصوت الرصاص يدوي في أذني الأم دويا غريبا جعل البيت يهتز و جعل قلب الأم يرُجُّ رجا عنيفا
أسرعت الأم إلى خارج البيت لتجد جزء اً منها يلفظ آخر أنفاسه وسط بركة من الدماء...ضاع منها تماسكها أحست للحظة بأمواج من الأحاسيس المتناقضة تجتاح قلبها...أحست بكل جسمها يتمزق إلى أشلاء.. لكن شرف الشهادة التي نالها ابنها كان يمدها بالصبرويهدئ من هيجان أمومتها.. فاستجمعت قواها ، رفضت الإنهيار أمام ابنها حتى في لحظاته الأخيرة...اقتربت منه وأخدته بين أحضانها وهي  تحدق إلى وجهه..كان يبتسم فرحا لكونه يودع العالم و آخر مايتأمله وجه والدته..و هي بدورها كانت تدندن له بتلك الأنشودة التي كان ينام بعد سماعها كأنها تقول له لا تخف كل شيء سيصبح بخير...كانت تعلم أن هذه اللحظة ستكون بداية ذكرى جديدة تعيش بها ما تبقى  
من حياتها، لكنها رغم ذلك رفضت الإنهيار و ظلت تصارع ذلك الألم في  
.أعماقها،كأنها امرئتان في امرأة واحدة

رحل الشاب وأهدى برحيله ألما في باقة عذاب ملون ليست بأولى الباقات التي تسلمتها هذه الأم العربية و لا بآخر الباقات التي ستتسلمها أمهات أخريات في هذا البلد المغتصَب.لتضل تلك الباقة دليلا واضحا على بذرة صالحة زرعت في أبناء ذلك الوطن العربي و تأكيدا  
.على صمود لآخر الأزمان

       
<<تحية حب و احترام للشعب الفلسطيني الذي علمني قيما في زمن انعدمت فيه القيم>>

                                   خديجة غزلان


lundi 6 février 2012

:(( نكره الجراح


نكره الجراح
نعاتبها
نحاول أن لا نزرعها
لكن رغم أنفنا نحصدها
ومن بين كل المواسم
نلعن مواسمها
نكره الجراح
فهي
 تتقمص كل الأدوار
تكتسي ثوب  الحب تارة
و تارة تكتسي ثوب الإنكسار
ترتدي قناع الحنين تارة
و تارة أقنعة الشوق و الإنتظار






نكره الجراح
فهي
معزوفة أوجاعنا المبعثرة
هي تلك الصور من ماضينا
تلك اللحظات الثائرة
هي من يأسر فينا الفرحة
و المشاعر المتحررة
نكره الجراح
و لا نمل نكرهها
و بالكره
يكبر في القلب موضعها
تتضاعف مستوطناتها
فتغدو الجراح مملكة
و يغدو الجارح مالكها

غزلان خديجة

dimanche 23 octobre 2011

الذات أم الذات الأخرى


                                       
كثيرة هي الطبائع الإنسانية التي دامت منذ فجر التاريخ إلى عصرنا هذا، وأهمها تمجيد النفس و التقليل من الأخر. منذ أقدم العصور و نحن نولي أهمية لذواتنا على حساب الذات الأخرى لدرجة جعلنا فيها من ''أنا'' و ''نحن'' رموزا مقدسة يحظر مساواتها ب ''أنت '' و ''هم''.
وقد تتسع دائرة الأناو نحن  باتساع رقعة الموقف الذي نعيشه لتشمل أحيانا الأهل ، و الأصدقاء،و المنطقة ، و المدينة ثم الوطن، فالمنتمين لنفس الديانة ...و لا نكف نجد أسبابا أخرى نوسع بفضلها الدائرة الأولى فتتسع معها الدائرة الثانية لتشمل كل من يختلف عنا في أحد التفاصيل. فنخلق بأنفسنا صراعات تبدأ بالإستهزاء من بعضنا البعض لتنتهي بحروب ، الغرض منها تدمير الآخر و القضاء على كل ما يمد له بصلة.و لعل أخطر هذه الصراعات ما يتعلق باختلاف الدين ، ففي كل مرة نعتقد فيها أننا قد تجاوزنا هذا الموضوع يظهر ما يؤكد لنا عكس هذه الحقيقة ، ورغم ما دعت إليه كل الديانات من تسامح و ود إلا أن هذا العالم لا يخلو من أصحاب الحسنات الذين لا يكفون عن إشعال نار ظُنَّ يوما أنها قد أخمدت


                                               خديجة غزلان  



lundi 17 octobre 2011

كلام من القلب



                                                     تحلو الحياة عندما نكون محاطين بأشخاص يخشون علينا من أنفسهم قبل الأخرين
 ..أشخاص صادقين معنا كصدقهم مع أنفسهم
...أشخاص موجودين ، إلا أننا نرفض تصديق وجودهم كلما  خرجنا من علاقة إنسانية فاشلة
و بالنسبة لمن يجد صعوبة في الحصول على مثل هولاء الناس ، لا تقلق فلا العيب فيك و لا في من حولك ، إلا أنك قد تكون حاصرت  نفسك بسور مخافة الحصول على جرعة ألم من أناس قد تحبهم و قد يخونون يوما ثقتك و عفويتك
       ....حطم هذا السور و اخرج من قوقعتك


..سامح واصفح و تجاوز عند المقدرة و عش حياتك و دع الأيام تعلمك فهي الوحيدة القادرة على أن تريك النفوس الطيبة المحيطة بك
أما إن كنت ممن ينتظرون أشخاصا مثاليين ، فاخرج من عالم أوهامك، فلا وجود للمثالية و الكمال في عالم الخلق!! فالكمال للخالق وحده
                           .اكتف بالبحث حولك و لا تبحث بعيدا ، فكثيرا ما   نترك السعادة في منازلنا و نبحث عنها في حديقة الغرباء
                                                     
 خديجة غزلان