dimanche 23 octobre 2011

الذات أم الذات الأخرى


                                       
كثيرة هي الطبائع الإنسانية التي دامت منذ فجر التاريخ إلى عصرنا هذا، وأهمها تمجيد النفس و التقليل من الأخر. منذ أقدم العصور و نحن نولي أهمية لذواتنا على حساب الذات الأخرى لدرجة جعلنا فيها من ''أنا'' و ''نحن'' رموزا مقدسة يحظر مساواتها ب ''أنت '' و ''هم''.
وقد تتسع دائرة الأناو نحن  باتساع رقعة الموقف الذي نعيشه لتشمل أحيانا الأهل ، و الأصدقاء،و المنطقة ، و المدينة ثم الوطن، فالمنتمين لنفس الديانة ...و لا نكف نجد أسبابا أخرى نوسع بفضلها الدائرة الأولى فتتسع معها الدائرة الثانية لتشمل كل من يختلف عنا في أحد التفاصيل. فنخلق بأنفسنا صراعات تبدأ بالإستهزاء من بعضنا البعض لتنتهي بحروب ، الغرض منها تدمير الآخر و القضاء على كل ما يمد له بصلة.و لعل أخطر هذه الصراعات ما يتعلق باختلاف الدين ، ففي كل مرة نعتقد فيها أننا قد تجاوزنا هذا الموضوع يظهر ما يؤكد لنا عكس هذه الحقيقة ، ورغم ما دعت إليه كل الديانات من تسامح و ود إلا أن هذا العالم لا يخلو من أصحاب الحسنات الذين لا يكفون عن إشعال نار ظُنَّ يوما أنها قد أخمدت


                                               خديجة غزلان